مواقف السعودية تجاه اليمن ... قراءة تاريخية
  • 10/04/2023
  •  https://southofyemen.org/l?a4014 
    مركز الجنوب اليمني |

    لطالما كانت المملكة العربية السعودية حريصة على استقرار دولة اليمن الشقيق، وتعزيز الأمن والسلام لشعبه الشقيق. وللرياض مواقف ثابتة عدة تجاه اليمن، فضلاً عن وقفاتها الأخوية الراسخة، ومساندتها ودعمها وتأييدها لأفراد الشعب.

    وتشهد صفحات التاريخ السياسي بأن السعودية وقادتها هم من حرصوا كثيرًا على استتباب الأمن والاستقرار في دولة اليمن؛ فقد قادت السعودية جهود دول المنطقة إلى حل الأزمة اليمنية في اليمن منذ 2011م، عندما أقنعت الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بالتنازل عن السلطة، وتوقيع المبادرة الخليجية بين الأطراف اليمنية في الرياض.

    الأمم المتحدة

    يُضاف إلى ذلك قيام السعودية عام 2016 بالتواصل مع الحوثيين، وإقناعهم والحكومة اليمنية بوقف إطلاق النار، والجلوس على طاولة المشاورات اليمنية-اليمنية في الكويت تحت إشراف الأمم المتحدة، إضافة إلى دعمها مشاورات استوكهولم التي أدت إلى الاتفاق بشأن "الحديدة" عام 2018.

    ومن تلك المواقف وقفت السعودية مع رغبة الشعب اليمني عندما قرر إلغاء الحدود المرسومة بين شماله وجنوبه، وساندت مساعيه الرامية لإقامة دولة يمنية موحَّدة على كامل الأراضي اليمنية؛ لتكون عاصمتها الرئيسية صنعاء. ولتحقيق تلك الرغبة الشعبية اليمنية طالبت المجتمع الدولي بأهمية احترام تلك الرغبة الشعبية اليمنية، وعدم التدخل في قراراته الداخلية.

    وأعلنت السعودية مساندتها الكاملة غير المشروطة للدولة اليمنية الموحَّدة، وقدمت لحكومته كل أنواع الدعم السياسي إقليميًّا ودوليًّا، وبذلت لأجل الشعب اليمني جميع أنواع المساعدات الاقتصادية والمادية والمالية والإنسانية. وكان لتلك المساندة الأخوية ولذلك الدعم الكريم أثرٌ مباشر في المحافظة على أمن وسلامة الشعب والمجتمع اليمني. ‏

    خبرات متراكمة

    وبخبرات متراكمة، وحنكة سياسية، أدركت السعودية في وقت مبكر جدًّا من الأزمة اليمنية الأخيرة أن الحل للأزمة هو حل سياسي، ولا يمكن تحقيقه إلا بتوافق المكونات اليمنية فيما بينها؛ وذلك من منطلق الحرص على الصالح العام اليمني.

    كما أدركت أن النجاح في ذلك يُعدُّ انتصارًا للحكومة الشرعية والتحالف، ويعكس تنفيذ إرادتهم السياسية على كل من يسعى إلى إدامة النزاع والأزمة في اليمن. وفي ظل التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة أصبحت الفرصة مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام بين الأطراف والمكونات اليمنية كافة. ‏

    هذا التاريخ المشرف، الذي يمتد لعقود مضت، يعاد تأكيده من جديد؛ ليؤكد للجميع أن مواقف السعودية السياسية تجاه اليمن وشعبه ثابتة، لا يمكن أن تتغير، ووقفاتها الأخوية معهم راسخة ووطيدة، ومساندتها ودعمها وتأييدها لهم بوصفهم أشقاء دوَّنته سجلات التاريخ، ودللت عليه حوادث الزمن الماضي، وأحداث الحاضر.

    هذا التاريخ العريض والمشرف للمملكة تجاه اليمن بوصفها دولة عربية عزيزة، وتجاه شعبها الأبيّ ومجتمعها المسالم، أثبتته الوقفة الأخوية الكريمة التي وقفتها السعودية مع دولة اليمن في مواجهة انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية، وصادقت عليه شهامة وشجاعة وفروسية قائد الأمتَين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

    الكاتب: حامد العلي


  •  
     
    مقتطفات
       
     
    جميع الحقوق محفوظة لمركز الجنوب اليمني للدراسات © 2023، تصميم وتطوير