المملكة وثبات موقفها تجاه وحدة اليمن وحكومته الشرعية
  • 11/09/2019
  •  https://southofyemen.org/l?a4013 
    مركز الجنوب اليمني |

    مواقف المملكة السياسية تجاه اليمن وشعبه ثابتة لا يمكن أن تتغير، ووقفاتها الأخوية معهم راسخة ووطيدة، ومساندتها ودعمها وتأييدها لهم كأشقاء دونته سجلات التاريخ ودللت عليه حوادث الزمن الماضي وأحداث الحاضر..

    وقفت المملكة مع رغبة الشعب اليمني عندما قرر إلغاء الحدود المرسومة بين شماله وجنوبه، وساندت مساعيه الرامية لإقامة دولة يمنية موحدة على كامل الأراضي اليمنية لتكون عاصمتها الرئيسية صنعاء؛ ولتحقيق تلك الرغبة الشعبية اليمنية طالبت المجتمع الدولي بأهمية احترام تلك الرغبة الشعبية اليمنية وعدم التدخل في قراراته الداخلية. أعلنت المملكة مساندتها الكاملة غير المشروطة للدولة اليمنية الموحدة، وقدمت لحكومته كل أنواع الدعم السياسي إقليمياً ودولياً، وبذلت لأجل الشعب اليمني جميع أنواع المساعدات الاقتصادية والمادية والمالية والإنسانية؛ فكان لتلك المساندة الأخوية ولذلك الدعم الكريم أثر مباشر في المحافظة على أمن وسلامة الشعب والمجتمع اليمني، وفي تعزيز استقرار الدولة اليمنية الموحدة. قدمت المملكة الكثير من المبادرات التطويرية والمشروعات التنموية في مختلف المجالات، وساهمت في بناء وتأهيل وتحديث البنية التحتية الشاملة، وفتحت حدودها لأبناء الشعب اليمني للعمل في المجالات التي يرغبونها، وعاملتهم معاملة الأخوة الكِرام والأشقاء الأعزاء؛ فكان لتلك المبادرات التطويرية، والمساهمات التنموية، والوقفات الأخوية، أثراً إيجابياً كبيراً في تحسين الحياة المعيشية وتسهيل وتيسير سبل الحياة اليومية لعامة أبناء الشعب اليمني. هكذا باختصار شديد يمكن وصف تاريخ المملكة المُشرف ووقفات ملوكها الكِرام مع الدولة اليمنية وشعبها الأبي.

     

    هذا التاريخ المُشرف الذي يمتد لعقود مضت يُعاد التأكيد عليه من جديد ليؤكد للجميع بأن مواقف المملكة السياسية تجاه اليمن وشعبه ثابتة لا يمكن أن تتغير، ووقفاتها الأخوية معهم راسخة ووطيدة، ومساندتها ودعمها وتأييدها لهم كأشقاء دونته سجلات التاريخ ودللت عليه حوادث الزمن الماضي وأحداث الحاضر. هذا التاريخ العريض والمُشرف للمملكة تجاه اليمن كدولة عربية عزيزة، وتجاه شعبها الأبي ومجتمعها المُسالم، أثبتته الوقفة الأخوية الكريمة التي وقفتها المملكة مع دولة اليمن في مواجهة انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية، وصادقت عليه شهامة وشجاعة وفروسية قائد الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله بتأييده - الذي أجاب طلب ومناشدة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتدخل السريع والمباشر لنصرة الشعب اليمني وإنقاذه من انقلاب واستبداد وتطرف ميليشيا الحوثي الإرهابية. إجابة طلب ومناشدة الرئيس اليمني هادي جاءت حازمةً كحزم ملوك المملكة في نُصرتهم لدينهم، وللمظلومين من أشقائهم العرب والمسلمين، وللغيورين منهم على الأمن القومي العربي. لقد جاءت إجابة الطلب والمناشدة، "عاصفة حزم" مُناصرةً للشعب اليمني، ومؤيدة لحكومته الشرعية، ومعززة لوحدته الجغرافية، ومُحبطة لمساعي ميليشيا الحوثي الإرهابية، ومُدمرة لمطامع وتدخلات وتطرف السياسة الإيرانية، وحرباً على أعداء اليمن ومن يساندهم ويدعمهم من أعداء الأمة الإسلامية والعربية.

    لقد كانت البداية، وما زالت، "عاصفة حزم" عصفت بأحلام الميليشيا الانقلابية والجماعات الإرهابية والأنظمة السياسية المتطرفة الساعية لتدمير الدولة اليمنية وتفتيت مجتمعها وتقسيم وحدتها الجغرافية؛ وأصبحت "عاصفة آمل" بعثت الأمل من جديد لدى أبناء الشعب اليمني، وعززت من وحدته وتماسك صفوفه، وأعادت سلطة القوة والتمكين لحكومته الشرعية، وبعثت من جديد في أبناء الأمة العربية: روح الانتصار، وحب الانتماء، والاعتزاز بالعروبة، وبذل النفس دفاعاً عن الأمن القومي العربي وعزة الأمة العربية. وعلى هذه المبادئ والقيم الأصيلة المُناصرة للشعب اليمني ولحكومته الشرعية ووحدته الوطنية استمرت مواقف المملكة السياسية، وتواصلت مجهوداتها الأمنية والعسكرية، وتتابعت مساعداتها الاقتصادية والمادية والمالية والإنسانية، وستستمر على ذلك حتى ينتصر أبناء اليمن على أعدائهم، وتعود حكومته الشرعية لتُمارس سلطاتها الرسمية من داخل الأراضي اليمنية الموحدة. إنها مواقف ثابتة لا يمكن مناقشتها، وسياسات مُعلنة لا يمكن تأويلها أو إعادة تفسيرها. وعلى الرغم من أنها مواقف ثابتة ومُعلنة إلا أنه أُعيد التأكيد عليها ببيان رسمي، بثته "واس" في 5 سبتمبر 2019م، جاء فيه: "وتؤكد المملكة على موقفها الثابت من عدم وجود أي بديل عن الحكومة الشرعية في اليمن وعدم قبولها بأي محاولات لإيجاد واقع جديد في اليمن باستخدام القوة أو التهديد بها... وتؤكد استمرار المملكة في دعمها للشرعية اليمنية بقيادة فخامة الرئيس اليمني/ عبد ربه منصور هادي وحكومته وجهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية ومصالح شعبها وأمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، والتصدي لانقلاب الميليشيا الحوثية الإرهابية ومكافحة التنظيمات الإرهابية الأخرى".

    وفي الختام من الأهمية القول إن حرص المملكة على وحدة الدولة اليمنية، ونُصرة شعبها الأبي، ودعم حكومته الشرعية، يجب أن يقابله ويتماشى معه حرص جميع أبناء ومكونات الشعب اليمني بتعزيز وحدتهم الوطنية، ونبذ خلافاتهم البيَّنِية، ومساندة حكومتهم الشرعية، وتغليب مصلحتهم الوطنية العليا، والوقوف صفاً واحداً لمواجهة وهزيمة ميليشيا الحوثي الإرهابية، والعمل على منع التدخلات الإيرانية الهدامة. إنها مبادئ أساسية يجب أن تُتبَع ليتمكن أبناء اليمن من استعادة سيادتهم المسلوبة وحقوقهم المشروعة وبناء دولتهم وتنميتها على أسس سليمة وصحيحة. إنه الأمل الذي تتطلع له الأمة العربية وتحرص عليه المملكة وتنادي به غالبية أبناء الشعب اليمني. فهل ترتقي تطلعات المكونات والأحزاب والفصائل اليمنية إلى تطلعات أبناء الشعب اليمني، وهل تتماشى مع حرص المملكة على عزة اليمن وكرامة شعبه؟

    * الكاتب: إبراهيم النحاس، نقلا عن "الرياض"


  •  
    مقتطفات
        
     
    جميع الحقوق محفوظة لمركز الجنوب اليمني للدراسات © 2023، تصميم وتطوير